كورونا باقية إلى الأبد

متين خالد 

آن الأوان لأن تكشف الحكومة ومنظمة الصحة العالمية للعالم أنّ طفرات فيروس كورونا تعني أن جهاز المناعة لدى سبعة مليارات نسمة سيكون عرضةً للتقلبات الجزيئية في شيفرته الجينية. وخلاصة القول أنّ نهاية جائحة كورونا، التي افترضناها جميعًا بعد وصول اللقاحات في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، هي ضربٌ من الخيالمع ذلك، أقرّ بأنني اكتسبت ما أعرفه عن علم الأحياء البشري بمجهودٍ شخصي من خلال التداول بأسهم التكنولوجيا الحيوية وأسهم شركات الأدوية الكبرى. 

إنّ دول الهند وجنوب أفريقيا والبرازيل هي خير دليل على أن متحور دلتا من فيروس كورونا قادر على أن يعيث فسادًا في ملايين أجهزة المناعة البشرية. ومع أنني فهمت سلاحف النينجا المتحولة في تسعينيات القرن العشرين، أعجز اليوم عن فهم خلايا فيروس الشيخوخة المتحول” في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين. 

ADVERTISEMENT

أتخيّل عالمًا تبقى فيه المكاتب والفنادق خاليةً إلا من النصف، وتفلس فيه ملايين المحال التجارية، فيما يعود الموت الأسود إلى هذا العالم مع متحورات الفيروس القاتلة. إنه سيناريو لا يستبعد الانهيار الكارثي في أسعار العقارات في العالم إذا ما استدعى متحورٌ جديد من الفيروس اتخاذ إجراءات الإقفال التام في اقتصادات تعتمد على حركة الأشخاص الحرة للبقاء. إنه عالمٌ لا وقع أقدام فيه ولا كرة قدم، ولا فلوس (مال) فيه ولا حمّص. 

لماذا انخفض سعر النفط الخام بنسبة 17% خلال الأسابيع الستة الماضية؟ لماذا تراجعت أسهم شركات الطيران والكازينو والسفن السياحية تراجعًا حادًا ساحقًا؟ هل يعرف السيد سوق شيئًا لا يعرفه بيروقراطيو الصحة العامة في العالم؟ لا أخفي أنني لست منبع الحكمة، ولكنني أشعر بالذعر عندما لا أعرف حتى ما هو الذي أجهله ويصبح مستقبل الوباء مجهولاً. 

لطالما أحببت الأسواق المالية لأن وول ستريت جمعت ما بين دقة الرياضيات وشاعرية علم النفس البشريولكن كيف يمكن لأي نموذج تقييمٍ عاقل أن يتتبع منحى الموت الجماعي المتعاظم لفيروسٍ متحور خرج عن السيطرة؟ 

بالرغم من ارتفاع حالات الدلتا في العالم، سجّلت الأسواق مستويات مرتفعة جديدة فيما اقتصر معدل الوفيات في الولايات المتحدة على 1.70٪ فقط. غير أن معدل الوفيات من متلازمة الشرق الأوسط التنفسية بلغ 35٪ ومن المتلازمة التنفسية الحادة الشديدة (سارس) 10٪، فماذا لو ناهز معدل الوفيات من سلالة لامبدا هذه الأرقام ولو من بعيد؟ هل هذا يعني أن الطاعون الأسود أو الإنفلونزا الإسبانية كانت أشبه بنزهة مدرسية يوم الأحد بالنسبة إلى البشرية؟ أنا لا أعرف المجهول. ما هي الاستراتيجية العقلانية لكسب المال في هذا السيناريو السريالي؟ 

المؤكد هو أن فيروس كورونا، شأنه شأن الإنفلونزا، سيلازمنا إلى الأبد. وأشك في أن يتمكن علم التنجيم من مساعدتي على حماية أصولي من متحورات كورونا التي لا حدود لها. وإذا وجدت البشرية نفسها في وضعٍ مشابه لذلك الذي غنّت عنه فرقة “توكينغ هيدز” في أغنية “سايكو كيلر” التي كنت أحب الاستماع إليها في جامعة بنسلڤانيا، فهذا يعني أن كل الرهانات سقطت وبات تنبّؤ النتائج مستحيلاً، وأنه لا مفر من الفرار. لكن كيف نسابق فيروسًا قاتلاً؟ كيف نسابق التاريخ؟ 

تشاركني وول ستريت قناعتي بأن اللقاحات ستكون مصدر نمو وأرباح طويل الأمد. فاللقاحات هي التي تتيح لشركة مودرينا إمكانية مضاعفة سعر أسهمها مع أنه سبق وارتفع خمسة أضعاف، وهي السبب في تسجيل أسهم شركة فايزر –التي بقيت لفترة طويلة بدون أن تسجل نموًا يُذكر- ارتفاعًا حدًا من سعر 33 دولارًا للسهم منذ المرة الأخيرة التي أشدتُ بها. 

أليس صحيحًا يا جيم موريسون أن أحدًا لا يخرج من هذه الحياة حيًّا؟ يا ليتني، حين أعود للحياة مرة أخرى، أُخلق في جسد كيم كارداشيان. يا لها من فكرة مضحكة! 

متين خالد هو كبير مسؤولي الاستثمار في أساس كابيتال 

ترجمت شركة “إندستري آرابك” هذه المقالة من اللغة الإنجليزيةإلى اللغة العربية. 

Translated from English into Arabic by Industry Arabic. 

 


Also published on Medium.

ADVERTISEMENT

ADVERTISEMENT